فى وسط الظلام الدامس ما إن ترى مجرد ضوء شمعة فى نهاية النفق تغمرك الفرحة حتى ولو كانت مضاءة فى الغربة، د. محمد عطا الله نجيب عبقرية مصرية هاجرت من مصر إلى أمريكا ليرأس قسم التخدير فى كليفلاند أشهر مدينة طبية فى العالم، قرأت اسمه فى خبر يتصدر مانشيتات وكالات الأنباء العالمية عن قرب اكتشاف دواء لعلاج مرض ألزهايمر وهو من وجهة نظرى الشخصية مرض أقسى من السرطان! اسم رئيس فريق البحث د. محمد نجيب لم تذكره جريدة مصرية أو فضائية عربية وتمنحه واحدا على ألف من الاهتمام الذى تمنحه لتصريحات الطبيب ياسر برهامى أو الدكتور عبدالله بدر، ولكن هذا هو قدرنا عندما يتحول الإعلام إلى سيرك يرضى رغبات الزبون بالأكروبات.

أوضح د. نجيب أن المركب الجديد MDI7 تجرى عليه الأبحاث منذ سنتين ونجحت على الحيوانات، ومتوقع لهذا العقار الطبى أن يمنع استفحال مرض ألزهايمر من حيث الحفاظ على درجة الإدراك والذاكرة. وأضاف أنه أعاد وظائف ذهنية فى النموذج الذى اختُبر المركب عليه، وأن المطلوب إجراء المزيد من الأبحاث ولكن الإمكانات كبيرة، على حد تعبيره، واكتشف فريق العلماء الذى يقوده د. نجيب فى مستشفى كليفلاند فى ولاية أوهايو المركب الذى أثبت فاعليته خلال اختبارهم عقاراً طبياً للسيطرة على الآلام العصبية التى يعانى منها المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيماوى، وأظهرت الاختبارات نتائج إيجابية، والأمل كبير الآن أن تؤدى الأبحاث اللاحقة إلى إنتاج العقار الطبى بكميات تجارية.

قال الباحثون إنهم وجدوا خلال اختبار العقار الطبى أن المركب إم دى أى 7 يتفاعل مع المتلقيات فى الدماغ التى لها دور فى عمليات التدهور العصبى، ومما شجع الباحثين على الاستمرار فى الأبحاث اهتمام الرئيس الأمريكى أوباما بأبحاث مرض ألزهايمر بصورة كبيرة ووضعه على أولويات الاهتمامات الصحية الأمريكية لدرجة أنه خصص مائة مليون دولار لتشجيع تلك الأبحاث.

تقول إحصاءات الجمعية الدولية لمرض ألزهايمر التى مقرها مدينة لندن، إن هناك ما يقرب من 36 مليون شخص يعانون من ألزهايمر فى العالم، وهو الرقم المرشح للزيادة ليصل إلى 115 مليون شخص عام 2050، ولاستطلاع رأى العامة عن المرض قامت جمعية ألزهايمر بأوروبا بإجراء لقاءات تليفونية بحوالى 2700 شخص بالغ ممن تجاوزت أعمارهم 18 عاماً فى أوروبا والولايات المتحدة، وتبين أن المواطنين فى معظم الدول الخمس يعتبرون ألزهايمر ثانى أكثر الأمراض خطورة بعد السرطان، بينما وضع المواطنون فى بولندا المرض فى المرتبة الثالثة بعد السرطان وأمراض القلب، وبين نصف إلى ثلاثة أرباع المشاركين فى الاستفتاء تحدثوا عن معرفتهم بأحد الأشخاص المرضى بألزهايمر، وبالرغم من هذه المخاوف الواضحة من المرض فإن غالبية الأشخاص الذين شملهم البحث لا يعتقدون أنه مرض مميت، فقط حوالى ثلث الألمان والبولنديين يدركون أنه مرض مميت وتصل النسبة إلى 42 - 44% بين الفرنسيين والإسبان، بينما 61% من أفراد العينة من الأمريكان أظهروا قلقاً بالغاً من المرض كمرض مميت.